دراسات

ياسر أبو هلالة ... جبهة العمل الإسلامي: انتخابات داخلية ونيابية

التاريخ : 27/06/2010


كتب : ياسر أبو هلالة

المصدر : جريدة الغد

أثبتت الانتخابات الداخلية التي جرت في مجلس شورى جبهة العمل الإسلامي، أن الانتخابات بذاتها حل. لكن ليس وحيدا. فالحزب نضج وليس مقبولا أن يظل تحت وصاية جماعة الإخوان المسلمين، فهو ليس قسما تابعا لها، تماما كما أنه ليس منافسا لها. هو ذراع سياسية تضم أبرز خبرات وكفاءات الجماعة التي نضجت على مدى عقود. وسبق لها أن قادت الجماعة الأم.

في الاجتماع كان واضحا مدى حركية الجماعة من كثرة "السابقين" الذين يتغيرون دائما، وهذه علامة صحة، فلا يوجد مسؤول يبقى في موقعه. وهو إن غادر يظل مرتبطا بالفكرة والبرنامج. كان المراقب العام السابق سالم الفلاحات، فانسحابه من المنافسة على موقع الأمين العام لم يمنعه من المشاركة في الانتخابات، وقبلها في سفينة الحرية، والانخراط في عمل نضالي في عرض البحر.

يرى الفلاحات أن الفترة الماضية شكلت فرصة "لمراجعات ومكاشفات"، يؤمل أن تستمر "في النور". فالعمل السياسي يتطور وينمو تحت الشمس وليس في الكواليس. بصعوبة فاز زكي بني إرشيد عضوا في المكتب التنفيذي، الأمين العام السابق للجبهة، والذي نزع انسحابه فتيل أزمة كادت تودي بوحدة الحزب. وهو يرى في ما جرى "صفحة جديدة" يؤمل أن تعيد للحركة الإسلامية حضورها المنتظر في المشهد السياسي الفارغ.

في "السابقين" كان عبداللطيف عربيات وإسحق فرحان وغيرهما، فالقيادات السياسية لا تأتي بإجماع بل بانتخاب، وتغادر بانتخاب من دون انشقاق أو نكوص أو إحباط ، والاختلاف في أجواء صحية علامة تنوع وثراء وفي أجواء مرضية علامة انقسام وتشظ.

لا يضير محمد أبو فارس أن يخسر الانتخابات، ولا ينتقص ارحيل الغرايبة أن لا يترشح، ولا يؤخذ على بني إرشيد أن يأتي في المرتبة الأخيرة في الفائزين. ما يضير وما ينتقص وما يؤخذ هو ترك المشهد السياسي فارغا، فلا يجد الناس من يتبنى قضاياهم وهمومهم سياسية أم اقتصادية. شهدنا استقطابا سياسيا، ومن حسن الحظ أننا لم نشهد استقطابا إقليميا. فكنت تجد في كل اتجاه خليطا من أصول أردنية وفلسطينية، فما يجمع حمزة منصور مع نمر العساف أكثر مما يجمعه مع محمد أبو فارس.

بقي علينا أقل من خمسة أشهر على الانتخابات النيابية، والجهة الوحيدة التي ستشارك بوصفها حزبا له برنامج وبالوقت نفسه له فرصة لتحقيق نتائج هي جبهة العمل الإسلامي. ومنتقدو قانون الانتخابات يقولون إنه يعمل لصالح الحزب الكبير. التحدي الأكبر هو قائمة مرشحي الحزب للانتخابات وهي القائمة التي ينتظرها المرشحون على أحر من الجمر، حتى يقرروا دوائرهم الوهمية بعيدا عنها. فمهما ضعف الحزب أو تراجع يظل الوحيد على الساحة.


العنوان :
الأسم :
البريد الإلكتروني (إختياري) :
التعليق :
الاختبار الأمني :

أدخل الكلمة أعلى في المربع وفي حال صعوبة قرائتها جرب كلمة اخرى
   
يرحب مرصد البرلمان الأردني بآرائكم وتعليقاتكم عل كل ما ينشر على موقعه،
على أن يجري التقيد بقواعد النشر وأخلاقياته المتعارف عليها عالميا.