









كتب : جميل النمري
المصدر : جريدة الغد
غدا هو اليوم الأخير لعمليات تسجيل الناخبين الجدد أوتثبيت الدائرة أو نقلها. والجميع ينتظرون أن تقوم الحكومة بإعلان التمديد لأسبوعين او أكثر؛ فنسبة التسجيل ما تزال دون الطموح، وهناك ضغوط متزايدة على المراكز، ومن حيث تسلسل الجدول الزمني للعمليات التالية فهناك هامش واسع من الوقت للتمديد.
يجب إعطاء وقت إضافي لمراكز التسجيل في الجامعات، وللخطّة الإعلامية وسلسلة الأنشطة المطروحة لتحفيز المشاركة، وقد أعلن المجلس الاعلى للشباب عن خطّته أيضا، وتتضمن تولي عمليات نقل الشباب من المراكز والمديريات ومعسكرات الشباب التي يشاركون بها. وحسب رئيس المجلس نفسه، فهناك حاجة للتمديد لتنفيذ هذه الخطّة والطموح الذي يشار اليه أحيانا هو تسجيل ما لا يقل عن 200 ألف ناخب وناخبة جدد ونحن لم نصل إلى نصف هذا العدد بعد.
لكن بالمقابل لم نلمس حتّى الآن أي تسهيلات في الإجراءات، ومن دونها فإن مردود الترويج الإعلامي سيكون متواضعا، وكنّا قدمنا في مقال سابق وصفا لمواقف هي غيض من فيضِ معاناة المراجعين مع الموظفين المكبلين بالتعليمات. ونكرر أننا مع الحزم في تطبيق القانون، لكن المطلوب هو التيسير والتخفيف على المواطنين في الإجراءات البيروقراطية. وهذا ممكن وهو حق للناخبين ويجب استغلال التمديد لهذه الغاية.
التشدد الذي يعيق النقل الشرعي الآن ومن دون تصويب النقل غير المشروع في الانتخابات الماضية، يعني السماح بخلل فادح يؤثر على نزاهة وعدالة العملية الانتخابية. وقد صدرت تصريحات تتحدث عن النيّة للقيام بعملية تدقيق وتنقيح للجداول، لكن التصريحات غامضة حول كيفية القيام بذلك، ونفهم الموقف الصعب للحكومة فنّيا وقانونيا، وربما لا تكون هناك وسيلة سوى استثمار فترة الاعتراض القانونية على الجداول في نهاية فترة التسجيل، لكن ليس واقعيا أن يقع على كاهل المعترضين تقديم بينات ووثائق تثبت لا مشروعية كل عملية نقل مفردة؛ فالحكومة هي التي لديها السجلات وتستطيع أن تتبين العمليات المشكوك فيها بناء على شكاوى مواطنين.
على جبهة أخرى، لا نفهم تردد أحزاب المعارضة، بما في ذلك جبهة العمل الإسلامي، في المشاركة. والأصل ان يكون قد تمّ الحسم في وقت أبكر من أجل المساهمة في عمليات التسجيل، وهي محطّة مهمّة في العملية الانتخابية. وبالنسبة لأحزاب المعارضة الأخرى كان الحديث يدور حول التفاهم على التركيزعلى بعض الدوائر، وتقديم مرشح توافق للتمكن من الفوز ببعض المقاعد، لكنّ هذا كان يتطلب حسما مبكرا لهذا التفاهم من أجل استغلال فترة التسجيل والنقل.
قد لا يكون لدى أغلبية الأحزاب رموز ذات ثقل تقدمها في الانتخابات، لكنها تستطيع، ويجب ان تكون حاضرة في المشهد الانتخابي من خلال اختيار من تراهم أقرب لها من المرشحين المستقلّين، بل وتشجيع مشاركة هؤلاء في قوائم وطنية تختصر المشهد الانتخابي الذي يعجّ بالمرشحين الفرديين المنعزلين عن السجال السياسي الوطني.